كريتر نت / قصة قصيرة / مرفت الربيعي
أفنت شبابها في رعايته غير مكترثه لأعباء الحياة التي أثقلت كاهلها ، دأبت على توفير كل ما يحتاجه من متطلبات الحياة حتى لا يشعر بفقدان والده ولا يعيش الحرمان بعد موته .
كانت له وطنا ً يلجأ إليه إذا أشتدت به كوارث الحياة .
وعندما بلغ الحلم وغدا يافعا ًتناسا ماقدمته له ، أزدادت صرخاته عليها انهال ضربا ً على جسدها الذي لطالما كان له وطنا ً ينعم بدفئه .
عندما أصابها المرض لم يكلف نفسه بالسؤال عنها علاوة عن رعايتها ، شحوب وجهها وذبول عينيها التي كانت تحذق نحوه ُ وكأنها تتوسل إليه للسؤال عنها ، مع ذلك ترك المنزل وذهب مع رفاقه ؛ رفعت يديها بالدعاء له .
مع مرور الأيام أجهدت نفسها بالعمل لتأثيث منزلة ليكمل نصف دينه ، ومع ذلك ازدادت معاناتها جراء عصيانه وضربه لها ، حان وقت زواجه عندها أصيبت الأم بنوبة قلبية أُسعفت على إثرها إلى المشفى .
أحس بألم يعصر أحشاء قلبه، شعر بالوحدة على الرغم من التفاف الجميع حوله ، شهق بصرها لسماء تلفظت انفاسها ، وصعدت روحها الطاهرة لبارئها .
لم يحصل على العناية الكافية من شقيقة والدته ، لم تتحمل مزاجة المتغلب الذي لطالما تحملته والدته ، حتى أنها لم تكلف نفسها بمسح أدمعه التي لم توقر رجولته ، أصيب بنوبة جنون جراء فقدان والدته ، هرع مسرعا للبحث عنها تعالت هتافاته وكانت نبرات صوته كفيلة بترجمة ما ألم به ، وأبت الحياة إلا أن تذيقه مرارة العيش وكان الوجد قاتلا ً.
بعد أيام من فقدانه عثر عليه في إحدى الطرقات وقد لقي حتفه .
نفته كل الأوطان فكان قلب الأم متسع له ووطنا يأوي إليه ، وعندما نفته الأم لم يجد وطنا ً يأوي إليه .
وما أصعب العيش والقلب يئن حنينا ًلمن نحب .
وكانت الأم وطنا ًلا ينضب ولا يعادله أي منفئ .