كريتر نت / شعر- أبوبكر الهاشمي
وخرجتُ من رحم الزمان مدججًا
بالحب يقتلني السلام
كلُّ الجهات تقول لي
أنَّى اتجهت وجدتنا
ملأىبهلوسة الخصام
القتلُ فينا سيدٌ
ولنا مفاتيحُ الكلام
يا أنت لا
ترهق مشاعركَ النبيلة
كلُّنا في الأمس غنينا
حياةً بالسلام وللسلام
لكنها الأقدارُ شاءت
فانظرإلى الأشلاءِ
والأرجاءِ
والأنحاء
انظر أمامك هل ترى
إلاانطفاءات الركام؟
يا أنت ياهذا ألا
يكفيك أنك شاعرٌ
تبني الحروفَ وتنتشي
طربا لأغنية السلام؟
ابنِ بحرفك ماتشاء
واصنع لنفسك سلَّما
نحوالصعود إلى السماءِ
بأمة غابت عن التأريخ
أوقل غُيِّبت
وتناثرت
فِرقا يغذيها الخصام
فتساقطت ورقُ الخريف
خريفكم
فقل متى يأتي الربيعُ
ربيعكم؟
حتى الربيع أشك فيه
إذا أتى
وأشك أن تزهر براعمُكم
أشك من الحياة لأمة
عشقت حياةَ الجدب
عادت تستجير
من الحضارةِ بالخيام
يا أنت هل تبني بحرفك دولةً؟
أوعد إلى رحم الزمانِ
وفزبأبيات الرثاءِ أوالغرام
لا أنت أولُ من يمرُّ على الديار
على الجهاتِ
وفي يديه حمامةٌ
فقدت شهيتَها
وماعادت تحلقُ
ريشُها سجنٌ
وضاع هديُلها
قسرا
فصارت لاتجيد سلوكَهاالعلوي
فاقدةَ الكلام
ياأنت هذا كائنٌ
طفلٌ ينامُ على الرصيف
وآخريبكي حمامتَه الوديعةَ
في الظلام
أمٌ تناغي رضيَعها ألما
وكف رضيعهاتسعى
محاولة تخطي حواجزَ
الثوبِ المرقعِ
علها تحضى بشيء من طعام
وأخاه في الركن المهشم
من جدار البيت يندبُ حظَّه
والدمع يروي حكاية العوز المقيت
وعينه للأم شاخصةً تسائلُ
ما الطعامُ؟ لمَ الفطام؟
شيخٌ بباب البيت
يسأل شمسَهُ
ويداه تحفر رمسَهُ
فعساهاتسمع همسَهُ
ياشمس رفقا بي
فأنت كماترين°
نصفي بأثواب الفجيعة
يحتمي
وماتبقى منه تحميه السماء
مري على دور الملوك
هناك أجساد ضخام
لا تحرقي جسدي النحيل
فقد أموت ولم أرَ ماحل
بالمستعمرين…..
وهل النهار أتى مهيبا
صاغرا رحل الظلام
أسمعتَ ماقال العجوز لشمسنا؟
يرجو الخلاص
من الحروب عسى ينام
فأجبتها
والدمع أفصح من بيان حروفنا:
حزنا سمعت°
وأخذت ما احتضنت يدَّي
محاولا تخليصها
من أسرها الأبدي°
لكنها أبتِ السماءَ
تشبثت بي°
حاولت
حاولتُ لكني فشلت°
فحملتهاورحلتُ عنها
عن الجهاتِ عن الديار
تاركا
خلفي أناشيدَ الجراح
وصدى هديلٍ للبكاء
يأتيني من خلف التلال الجاثماتِ
على الجسد
جسدي
المطرز بالدماء
خلفي أجر هزائمَ التأريخ
أستدعي الغياب إلى الحضور
فأرى الحضور هو الغياب
والغيابُ:
جرحٌ مُعلقُ في سماءِ القلب
يطرق بابه
ويدقُ ناقوسا لوقتِ الوقتِ
وقتُ صلاتِنا
آن الأوان
آن الأوانُ الآن°
لأعود َمنكسرا
ومنهزما
إلى رحم الزمان.