كتب : مطهر سعيد
صبيحةالاثنين 2019/6/24م وكلنا امل ونشاط ان يمر اليوم بسلام دون منغصات …بعد إعلاننا بالقطاع التربوي للحزب عن فعاليات تضامنية مع المخفيين بتعز ومع رفاقنا ايوب الصالحي واكرم حميد.
لم اكن اتصور ان اليوم سيمر بسلام دون منغصات…كان هناك توجس ان هناك شئ سيحدث…
تأخرت صورتي ايوب واكرم من المطبعه لكنهما وصلتا وتم توزيع صورهما علي الحاضرين وحز في نفسي سؤال امرأة :هل طبعتم صورة ابني رياض حمود؟؟ وكأن العالم كله يوجه لي صفعة ألمت قلبي وهزت كياني وتركته شضايا زجاج علي الاسفلت…قلت لها:لااااا.
فلم نكن نتوقع ان يحضر اغلب اهالي المخفيين في تعز الوقفة بعد سماعهم بفعالية التضامن هذه!!”
…اجتمع الكثير من الرفاق والمواطنون قبل الموعد باكثر من ساعة و وجدنا انفسنا نبدأ الفعالية التدشينية بنصف ساعه من موعدها.
بعد ان رفع الجميع صور ايوب الصالحي واكرم حميد ولافته لصور بعض المخفيين بتعز …وجدنا امرأة وبشكل عفوي تتقدم امامنا وامام المحتشدين…وتحرق غطاء رأسها…لم يمنعها احد…واعاق اشتعال ذلك الغطاءبشكل سريع(العار والعيب الاسود عند اليمنيين) عدم وجود مادة مساعدة للاشتعال…لم يمنعها ذلك من استمرار احراق ذلك الغطاء..والذي احترق..واحترق…والذي مع احراقه احرق بقايا من ضميرهذه المدينة. تخاطب فيه ابناء اليمن وابناء تعز.
وتخاطب السلطات في تعز…وتقول بلسان حالها وحال كل امهات وزوجات المخفيين في السجون السرية بتعز…عيب عليكم اخفاء ايوب الصالحي…واخفاء اكرم حميد..واخفاء رياض حمود…واخفاء شباب الثورة…اين شهامتكم اين نخوتكم اين دينكم الذي يمنعكم من ممارسة تلك الافعال المشينة…ولماذا هذا الصمت القبيح؟؟
تلك الصورة لام رياض …خذلتني وهدت كياني…فقد عبرت تلك المرأة عما وصلت اليه الكثير من امهات وزوجات المخفيين في تعز من ألم وحزن واحباط ويأس ان يأخذ القانون طريقة فيغلق السجون السرية بتعز…ويطلق سراح المخفيين من اسرهم الي حريتهم وعودتهم الي اهاليهم…إحراق غطاء الرأس هي الرساله الاخيرة والتي حاولت فيها تلك المرأة ان تخاطب فيها رجولة ابناءتعز..وتستحث فيها نخوتهم…بعد ان فشلت كل الجهود لمخاطبة رجولة ونخوة الخاطفين والتي اراها انعدمت وصارت هباء في اللحظات الاولي لاختطاف ايوب الصالحي واكرم حميد وبقية المخفيين بتعز.
كم ألمني ذلك الاحراق لغطاء الرأس وكانها تحرق بقايا الرجولة والنخوة التي كنا نحاول ان نتستر خلفها كي نخفي عجزنا عن اطلاق سراح ايوب الصالحي واكرم حميد ..
كان احراق تلك المرأة لغطاءرأسها هو إحراق لكافة الاحزاب الكرتونية بتعز والتي تتغنىٰ بالحرية والعدالة ورفض القمع…واعضائها اما مختَطف(كايوب واكرم) اومختطِف وسجان وجلاوزةتعذيب لايوب واكرم ورفاقهم المخفيين..او شهود علي مأساة الاخفاءالقسري والسجون السرية وصامتون عليها لانهم اما خائفون او خائرون او متخمة بطونهم بالسحت والفساد السياسي.
كان إحراق غطاءالرأس لتلك المرأة.. هو إحراق لحلمنا بثورة فبراير الزائفة والتي تحول بعض شبابها اما لمخفيين او ملاحقين او يرمي بهم في مقدمة هذه الحرب في معارك فاشلة ومدفوعه الكلفه في جبهات العبث بارواح الشباب بتعز او البقع.
عدت الي المنزل منهار….ومع الشباب لم اتناول وجبة الغداء بشكل جيد بسبب تلك الصورة التي لم تغادرني…وكان يومي حزينا جداً.
كيف لمشاعر تلك المرأة المناضلة والشجاعة والتي اعدها اشجع من بعض الرفاق ومن احزاب تعز…كيف لمشاعر تلك المرأة وندائها ذلك الصارخ والصامت في نفس الوقت…كيف يمكنه ان يصل الي شرعية مكبلة….وسلطة محلية مرتهنه….وجلاوزةاحزاب وسجون لاتعرف للانسانية مجال لديهم..
هل ستكون حال تلك المرأة كمن يؤذن في مالطة….اويصرخ امام كائنات صخرية قدت من صوان…او وحوش بشرية لاتعرف سوى التعذيب ومنح ابناء تعز موت مجاني هنا او هناك.
كم كشف احراق غطاء الرأس للمطالبة باطلاق مخفيين في سجون تعز السرية ..كشف كم نحن في تعز قبيحون…وجبناء وعاجزون عن تحرير انفسنا من سجاني تعز وامراء تلك السجون التي تنتشر في كل ازقة وحواري المدينه فتمتص منها امنها وحريتها وتزرع فيها الخوف والتردد والعجز والفشل.