كتب .. متعب قريقوش
الحديث عن مسيرة الطفل الموهوب الفنان الصاعد والواعد عرفات الخواجة بحاجة إلى تعمق ودراية تامة بهذا الموهوب الذي حضي بشهرة كبيرة وهو في سن مبكرة ، ذلك ما استدعانا نفتش في تفاصيله ونجتزئ بعضا من مسيرته الفنية ومالذي جعل الجماهير من اول وهلة تعجب بصوته واداءه وتترقب حضورة بحب وشغف ، وهي اسئلة وضعتها ووجدت نفسي تلقائيا اجيب عليها
استوقفتني اولا إحدى العبارات التي أطلقها أحد المهتمين بالشأن الفني ، حينما قال عرفات فناناً موهوباً وعصامي يأبى الاستسلام ، فقلت له كيف لفنان أن يكون عصامياً .. فرد علي بعبارة أن عرفات يشتغل لنفسه ، وبإستغباء قلت له لا اضن ذالك إذا كان يشتغل لنفسه لا يمكن أن يبلغ تلك الشهرة.
وأوضح لي القول تماماً قائلاً .. حينما قلت أن عرفات عصامي ويشتغل لنفسه أي أنه لايكل ولايمل وهو ينظر لهدف يريد تحقيقة فحينما ينوي على إجادة اغنية من الأغنيات او اي لون من الألوان الفنية فإنه يجتهد ويجيدها إجادة تامة ويضع فيها بصمته دون الاستعانة بإحد
ومن وحي هذا الحوار تتبعت تلك المسيرة الفنية ووجدتها تخطو خطوات الواثق ، أدركت حينها أنه لم يكتفي بما وهبه الرحمٰن من موهبة بل بدأ معها يصقل ذاته فنياً ليبدع ويتميز أكثر بمساعدة ودعم والده شفيق الخواجة السند الأساس لولده الريان الصغير الموهوب عرفات حتى يبلغ أمنياته في الوصول إلى النجومية.
وتعيد بنا ذكريات السنوات القليلة الماضية من عمر هذا الطفل الموهوب عرفات الخواجة لاول ظهور وحضور له في إحدى الاحتفالات العيدية التي جرى تنظيمها في لحج ، حينما ادئ فيها إحدى الاغاني اللحجية بصوته الجميل ، وكان أنذاك لايجيد العزف على إلة العود ، لكنه تناغم بتلك الاغنية واداها بتميز استمال أنظار جميع من شارك في تلك الاحتفائية العيدية بإلتزامه بالضوابط الفنية التنقلات وإلتزامه بالزمن إضافة إلى جماليات صوته الطفولي الرخيم والمتميز ، ليبهر الجميع بإداءه وحضوره .
وهو ما أثلج صدره بذالك الاعجاب واستحسان الجميع له
إضافة إلى ما تلقاه من تشجيع وإرشادات من قبل المايستروا احمد سعيد كرد الشارلي الذي شجعه على ضرورة تعلم العزف على ألة العود وأعطاه بعض الأساسيات عنه ، لتبقى جرساً في أذنه إلى أن غادر تلك الاحتفائية وعاد إلى منزله الذي وفر له فيه والده معظم الآلات الموسيقية وفي مقدمتها العود.
حينها صمم على أن لا يشارك في أي فعالية قادمة الا مؤدياً وعازفاً ، ليتحقق له ذالك بعد أن تمرن عليه بمرافقة عمه الفنان خليفة الخواجة الذي كان معه خطوة بخطوة وله إسهام بالغ هو والفنان علوي الاكوع في تعليم عرفات ودعمه وتشجيعه فنياً والذين كانا ملازمين له حتى اجاد العزف وبدأ في إجادة عدد من الأغنيات اللحجية اسألك بالحب يافاتن جميل ، وليه ياهذا الجميل وغيرها
وكانت محطته الثانية في منتدى الحسيني الثقافي والاجتماعي بمديرية تبن ، حينما اصطحبة والده هو وعدد من المواهب الفنية إلى المنتدى والذي استقبلهما بصدر رحب كأعضاء أساسيين وفاعلين بعد مداومتهما اليومية فيه وأحياء أمسيات جميلة شكلت إضافة جميلة للمنتدى وعززت من دوره
ومن المنتدى برز الموهوب عرفات الخواجة بشكل أوسع ولافت مترنماً على أغصان الحسيني يشذوا بأغاني جميلة بمصاحبة فرقة موسيقية .
وأقام المنتدى فعاليات عدة وكان عمودها الموهوب عرفات ليذاع صيته ، وبدأت القنوات التلفزيونية والإذاعات والصحف والمواقع الإخبارية تسليط الأضواء عليه كموهوب فني غنائي يسير على خطى من سبقوه من فناني الزمن الفني اللحجي الجميل
ومن منتدى الحسيني خرج عرفات بجديد الأغنيات خاصة به وهي ، يانسمة بعطر الياسمين ،، انا الغلطان والا أنته وهي من كلمات ابن قرية الحبيل الشاعر احمد محمد العماد والتي كانت أولى الألحان ليسلم البوري ابو خالد ليؤديها عرفات بإتقان وتناسق جميل ويخرجها بطابع فريد بعد أن تمرن عليها بمصاحبة مجموعة من الموسيقيين أبرزهم ناصر ابيش وردفان الربش وعارف سرور والتي استمرت فيها البروڤات قرابة الثلاثة أشهر .
حينها ارتحل عرفات إلى جمهورية مصر العربية مع والده لغرض دراسة الموسيقى في إحدى المعاهد المصرية للتطوير من ذاته والتعمق بالفن وأصوله بعد تكريمه بدرع من قبل المنتدى في إحدى الفعاليات التي نظمها المنتدى في قاعة القمندان بمكتب الثقافة والتي قدم فيها عرفات أمام الحاضرين الاغنيتين الجديدتين الخاصة به من كلمات احمد محمد العماد وألحان يسلم البوري وبمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايستروا ردفان الربش .
وفي مصر تعززت قدرات الموهوب عرفات تماما في عزفه واداءه بعد دراسته التي استمرت قرابة الستة أشهر
أجاد بعدها العزف على اغلب الألات الموسيقية ، الايقاع ، الكمنجة ، وغيرها من الآلات الموسيقية الأخرى ، ليعود ثانياً الى منتدى الحسيني ويعزز من حضوره ومشاركته في مجمل الامسيات والفعاليات التي ينظمها المنتدى ، أكانت على مستوى المحافظة أو المديرية إلى أن بدأ يتوسع نشاطه الفني بعد الدعوات التي تدفقت إليه في أن يشارك في الاعراس ، حفلات المخادر الشعبية المعروفة بلحج وفضل أن يكون خفيف الظل مشاركاً بإغنية أو اغنيتين في تلك الاعراس وهو ما جعله متميزاً بعد مشاركاته التي اكتسب خلالها شهرة واسعة وحظي بحب الجميع كصوت واعد وعازف.
وسبق أن تنبئ له العديد بمشروع نجم فني كبير ، وحقاً قد بلغ تلك النجومية وهو طفلاً واكتسح الترند العالمي .