وصفت المطربة اللبنانية إليسا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بـ”المحتل الوقح”، وذلك بعد رده على تغريدة لها في تويتر تحذر من ضياع فلسطين.
وجاء كلام إليسا تعليقا على شن الجيش الإسرائيلي غارات على عدة مواقع في قطاع غزة، ردا على صاروخ سقط على تل أبيب.
وقالت إليسا في تغريدتها:
ولم تستسغ أليسا هذا التطفل على حسابها، فردت بعنف واصفة أدرعي بأنه “محتل وقح”، وقامت بحظره، في حين لاقى موقفها استحسانا كبيرا من قبل متابعيها الذين أشادوا بما قامت به.
وبعد جدالها مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دخل على الخط هذه المرة أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأعرب جندلمان عن اندهاشه بفنانة تفتخر بلبنانيتها، وتقف بجانب ما وصفه بـ”تنظيمات إرهابية فلسطينية”، وذلك عبر حسابه الرسمي بتويتر. وخاطب جندلمان إليسا قائلا:
وكان هاشتاغ #غزة_تحت_القصف تصدر قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا في معظم الدول العربية.
وعلى الجانب المقابل، دون إسرائيليون وأجانب تغريداتهم عبر هاشتاغات “IsraelUnderAttack” و”IsraelUnderFire”، لحشد الدعم للجيش والحكومة الإسرائيلية.
وتداول البعض مقاطع مصورة تظهر آثار الغارات على قطاع غزة وبقايا الصواريخ في تل أبيب.
كما ربط مدونون عرب التصعيد الأخير في غزة باعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ففعّلوا هاشتاغ #الجولان_أرض_عربية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها أدرعي على خط حسابات الفنانين العرب.
وهذا الشهر، أراد أدرعي استفزاز الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي تحت غطاء تهنئتها بمناسبة عيد ميلادها، ملمحا إلى تأييدها لحزب الله اللبناني، إلا أن الفنانة اللبنانية تجاهلت الرد على استفزازاته.
يذكر أن أوفير جندلمان المتحدث للإعلام العربي باسم رئاسة وزراء إسرائيل ظهر قبل أدرعي لكنه لم ينجح، رغم أنه كان مشروعا إسرائيليا لفتح حوار مع الإعلام العربي. وقد كان جندلمان “صهيونيا” أكثر مما ينبغي، وبملامح غربية، ويكتب بلغة بعيدة عن لغة العرب، فلم ينل شهرة أدرعي.
ويتحدث أدرعي اللغة العربية بطلاقة كأي “شامي”، ويسخر كما يسخر العرب، مطلقا النكات، ومعتمدا على الأمثال الشعبية، ومرددا الأدعية الإسلامية والآيات القرآنية والأحاديث النبوية، بل حتى الأغاني الشعبية. واعتبر معلقون أنه “لا بد من الاعتراف على الأقل بمهارته، إذ نجح في ما فشل فيه الكثيرون”.
ويؤكد آخرون طريقة المثل الألماني من “امتلك الخطاب، امتلك القوة”. يذكر أن أدرعي ينحدر من أصول سورية حيث تنتمي عائلته إلى يهود سوريا، ممن هاجروا من الدرعية منذ عقود، وهو من مواليد عام 1982، كما عمل ناطقا بلسان الجيش الإسرائيلي منذ عام 2005، وهو يتحدث العربية بشكل جيد.
ويمثل أدرعي نمطا جديدا من الدعاية الإسرائيلية أكثر احترافا وتطورا وأقدر على التخاطب مع الجمهور العربي ويظهر ذلك من خلال متابعة تطور أدائه على صفحاته الاجتماعية منذ انطلاقها في عام 2011.
وطيلة رحلاته الافتراضية، ما انفك أدرعي يعمل على اختراق وعي متتبعين عرب صدقوه وتماهوا معه وهو ما تترجمه الأعداد الهائلة من المشاركات والتعليقات، على منشوراته.
وقبل 6 سنوات، أنشأ الجيش الإسرائيلي شعبة وسائل الإعلام العربية للترويج لإسرائيل وجيشها من خلال الإنترنت وخاصة الشبكات الاجتماعية. واستغلت وقتها طفرة مواقع التواصل الاجتماعي فأنشأت صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على فيسبوك وتويتر، إضافة إلى قناة خاصة على موقع يوتيوب.
وكانت الخطة إيجاد قناة تواصل مع شباب العالم العربي بواسطة الصفحات الاجتماعية. وقد تولى أدرعي إدارة هذا المشروع، الذي رصد له مبلغ 6 ملايين دولار حينها من أجل تعزيز وجود إسرائيل الإلكتروني في العالم العربي، وفقا لموقع “غلوبس” الإسرائيلي عام 2013.
ويقول خبراء إن ثمة سبب آخر لإطلاق هذا المشروع، وهو بحث أجري بعد عملية حرب غزة 2012، بيّن أن الجيش الإسرائيلي يجد صعوبة في إنتاج حملة إعلامية ودعائية ناجحة له في العالم العربي الذي لا يتابع الإعلام الإسرائيلي.
وعلق أدرعي في مقابلة صحافية “هدفي إظهار الوجه الآخر لإسرائيل في وسائل الإعلام العربية. نعم، وكي نصل إلى هذا سنمر برسائل أكثر هجومية من العرب، وسيكون لنا وقت أكبر وفرص أكثر، حتى تعمل وزارة الخارجية بجد، وتكتشف جوانب أخرى من هذه البلاد من خلال تعليقات المتابعين”.
عربيا، لا ترتقي الردود إلى مستوى الدعاية الإسرائيلية المنظمة المبنية على أسس الحرب النفسية الحديثة، خاصة أن المعلقين العرب قادرون على دحض آليات هذه الدعاية حتى أن عددا كبيرا من العرب بات يبرر لإسرائيل تحت ذريعة “حقها في الدفاع عن النفس”.