كريتر نت / الدوحة
تشهد الدول العربية صراعًا حقيقيًّا ضد الجماعات الإرهابية التي باتت تحاصر المنطقة، ومن الغريب أن تتوهج وتتوغَّل تلك الجماعات وتوجد عن طريق دولة عربية أخرى هي قطر! التي بات يُذكر اسمها عند ذكر أية جماعة مسلحة في دولة عربية أو في الدول المجاورة لها.
فمن ناحية الدول العربية التي تقع في الشمال الإفريقي، توجد قطر بجمهورية مالي التي تبلغ مساحتها مليونًا و240 ألف كيلومتر، وتقع حدودها مع الجزائر شمالًا وموريتانيا في الغرب.
فالقطريون يرون في عدد من التيارات بمالي؛ وتحديدًا حركة “التوحيد والجهاد”، ملاذًا لتنفيذ الخطط القطرية؛ من دعم للجماعات الإرهابية في مناطق الغرب الإفريقي، مرورًا بالدول العربية المحيطة بها.
واتُّهمت قطر بشكل واضح من سياسيين فرنسيين بأنها تدعم الجماعات المتمردة في مالي.
تري قطر توغلها في العمق الاستراتيجي العربي وسيلةً للضغط على الأنظمة العربية، وسَعتالزيارة الأخيرة لأمير قطر، تميم بن حمد، إلى عاصمة باماكو؛ لتقديم الدعم المالي تحت مسمى الأعمال الإنسانية، بل وصل الأمر إلى أن قطر التي تُتَّهم بدعم الجماعات الإرهابية في مالي إلى أن ترسل 24 عربة مدرعة إلى الدولة الإفريقية؛ من أجل مواجهة الإرهاب، لتستمر في عميلة حصار الدول المجاورة.
ولا يختلف الأمر في ليبيا التي تعاني هي الأخرى من توغُّل الجماعات الإرهابية المدعومة من قطر، والتي تتخذ من مصراتة وطرابلس مقرات لها؛ إذ تسعى قطر لجعل تلك الجماعات شوكة في حلق جيران ليبيا، وهم مصر وتونس والجزائر التي اتهم رئيس وزرائها السابق، أحمد أويحيى، بشكل واضح، النظام القطري بدفع 130 مليار دولار لتخريب سوريا وليبيا واليمن، محذَّرًا الجزائريين من وقع الشباك القطرية.
لم تكتفِ قطر بالحضور في ليبيا، بل سعت إلى التوغل إلى عمق أراضي دولة تشاد المجاورة لها؛ فتدعم قطر جيشًا من المرتزقة لمواجهة الجيش الليبي من ناحية الجنوب، وذلك عن طريق زعيم المتمردين، تيمان أرديمي، الذي يقيم في العاصمة القطرية، وكذلك يشن عمليات عسكرية ضد دولة تشاد، ويتخذ من ليبيا مقرًّا لحركات التمرد؛ مما جعل الرئيس التشادي أدريس ديبي، يقطع علاقاته مع قطر، ويطلب من الدبلوماسيين القطريين الخروج منها.
دأبت قطر على الوجود في السودان تحت مسمى وسيط بين الفصائل المتنازعة، في وقت كانت تسعى فيه إلى إبعاد مصر التي يشكل السودان عمقًا استراتيجيًّا لها، بحكم التاريخ والجغرافيا، وباتت الدوحة وسيطًا بين الفصائل السودانية حتى تم توقيع “وثيقة الدوحة للسلام في دارفور” التي يراها البعض اتفاقية ورقية غير قابلة للتطبيق، في وقت أيضًا حصلت فيه تركيا، حليف قطر، على جزيرة “سواكن”؛ لتوسِّع نفوذها في المنطقة وتقود الدور المصري.
الصومال هي الأخرى لم تفلت من العبث القطري، خصوصًا مع وجود حلفائها الأتراك هناك؛ فتركيا التي تريد أن تضرب المصالح العربية في القرن الإفريقي، وأرادت دومًا أن توجد فيه؛ سواء أكان ذلك عن طريق منح دراسية للطلاب الصوماليين، أم العمل الإنساني، تسير قطر هي الأخرى ولكن في طرق أخرى بواسطة رجلها هناك فهد ياسين، المراسل السابق لشبكة “الجزيرة”، والنائب الحالي لرئيس جهاز الاستخبارات الصومالية، في صناعة المعادلة العكسية في دعم الإرهاب في دولة ما، وكذلك دعم حكومتها؛ فقدمت وزارة الدفاع القطرية 68 مدرعة للحكومة الصومالية، بعدما كانت قطر وحلفاؤها الأتراك الداعمين لحركة الشباب المتمردة في الصومال، وهو نفس الأمر الذي تكرر في مالي من قبل.
التعامل القطري مع إيران صاحبة الأطماع السياسة في الخليج العربي، والموجودة في أربع عواصم عربية، يوضح مدى رغبة الدوحة في حصار العرب عن طريق تمويل الجماعات الإرهابية في آسيا أو إفريقيا، وسط المواجهة العربية لجماعات الحوثي التي تسببت في تدمير اليمن.
وتتوافق قطر وتسير وَفق لعبة التحالفات والرسائل التي رسمتها إيران لأعوانها في قطر ولرجالها من الحوثيين.
وفي سوريا تتوافق الرؤية القطرية مع المخطط التركي في السيطرة على مناطق في سوريا، فضلًا عن العلاقات مع الدولة التركية التي باتت موجودة بقاعدة عسكرية في قطر.
بينما يبقى التحالف الاستراتيجي للقطريين مع حزب الله المدعوم من إيران قائمًا ما دام التحالف الإيراني مستمرًّا.
كل تلك القواسم تظهر أهمية أخذ موقف ضد الأفعال القطرية التي ما زالت تسير في اتجاه عكسي للمصالح العربية، بل ومهددة لها.. فمتى تتوقف قطر عن حصار العرب وتحالفها مع أبناء فارس وأبناء العثمانيين الجدد، الذين دومًا كانوا ضد المصالح العربية؟!
كيوبوست