كريتر نت / وكالات
أعلن وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب الإثنين أن جيشه “سيحرر” مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد المدعومين من واشنطن في شمال وشرق البلاد، على غرار مناطق أخرى، عن طريق “المصالحات” أو “القوة” العسكرية.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي ورئيس أركان لقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري في دمشق “الجيش سيحرر هذه المنطقة كما حرر معظم المناطق الأخرى في سوريا”.
وأضاف “الورقة الوحيدة المتبقية بيد الأميركيين وحلفائهم هي قسد (قوات سوريا الديموقراطية)، وسيتم التعامل معها بالأسلوبين المعتمدين من الدولة السورية: المصالحات الوطنية أو تحرير الاراضي التي يسيطرون عليها بالقوة”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تخوض قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية آخر معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا. وسبق للرئيس السوري بشار الأسد في ايار/مايو الماضي أن وضع الأكراد أمام هذين الخيارين.
ولا تنظر دمشق بعين الرضا إلى الدعم الذي يتلقاه الأكراد من الولايات المتحدة. ويعدون ثاني قوة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري، وتضم مناطق سيطرتهم في شمال وشرق سوريا أبرز حقول النفط والغاز وأراضي زراعية شاسعة وثروات مائية.
وأكد أيوب أن “الدولة السورية ستعيد بسط سلطتها التامة على كامل جغرافيتها عاجلاً أم آجلاً.. وإدلب لن تكون استثناء أبداً”.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على مجمل محافظة إدلب. وتتواجد فيها فصائل إسلامية ومعارضة في مناطق محدودة.
ويحمي هذه المحافظة التي تؤوي ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من مناطق أخرى، اتفاق روسي تركي تم التوصل اليه في أيلول/سبتمبر بعدما لوحت دمشق بعملية عسكرية واسعة النطاق.
وفي ما يتعلق بالمباحثات مع الجانبين الإيراني والعراقي، أكد أيوب “الحرص على تفعيل التنسيق وتمتين آواصر التعاون بين جيوشنا الثلاثة بما يخدم مصالحنا المشتركة”.
وتابع “زيارة الوفدين الشقيقين الى دمشق أكثر من مهمة للجميع (..) وما تمخض عنها سيساعدنا في الاستمرار في مواجهة التحديات والأخطار والتهديدات التي أفرزها انتشار الارهاب التكفيري وتمدده في هذه المنطقة الحيوية من العالم”.
وتعد إيران، الى جانب روسيا، حليفاً رئيسياً لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وبادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني بلغت قيمته حتى اليوم 5,5 مليار دولار لسوريا، قبل أن تبدأ بإرسال مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه على الأرض.
وخلال المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تعاونت دمشق وبغداد على المستويين العسكري والاستخباراتي، وشكلا غرفة عمليات مشتركة ضمت كذلك إيران وروسيا.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.