كريتر نت – متابعات
أثارت تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس حول المحرقة ردود فعل غربية غاضبة.
وانتقدت بريطانيا الجمعة تصريحات الرئيس عباس، وقالت الخارجية البريطانية إن “المملكة المتحدة تقف بحزم ضد كل محاولات تشويه المحرقة. مثل هذه التصريحات لا تدفع الجهود نحو المصالحة إلى الأمام”.
وكانت دائرة العمل الخارجي الأوروبية وصفت في بيان تصريحات عباس (87 عاما) التي أدلى بها في أواخر أغسطس أمام اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح التي يتزعمها بـ”الباطلة وصارخة التضليل”.
ودعت ديبورا ليبستادت المبعوثة الأميركية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية إلى تقديم اعتذار على الفور عمّا قالت إنها “تصريحات كراهية ومعاداة للسامية” من عباس.
وفي خطوة رمزية جرّدت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو الجمعة الرئيس الفلسطيني من أرفع أوسمة العاصمة الفرنسية. وأوضح مكتب هيدالغو أن عباس لم يعد مؤهلا لحمل وسام “غراند فيرميل” بعد أن “برر إبادة يهود أوروبا” في الحرب العالمية الثانية.
نبيل أبوردينة: ما نشر كان اقتباسا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود
وبعثت هيدالغو برسالة إلى عباس الخميس قالت فيها “ما أدليت به من تصريحات يتناقض مع قيمنا العالمية والحقيقة التاريخية للمحرقة”. وتابعت “بالتالي لم يعد بإمكانك الاحتفاظ بهذا التكريم”، في إشارة إلى الوسام.
ونال عباس هذا التكريم خلال زيارته إلى باريس عام 2015. وتم نشر نص الرسالة على منصة “إكس” من جانب يوناثان أرفي رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات الفرنسية اليهودية.
وكتب أرفي معلقا على قرار التجريد من الوسام “هذا القرار المهم يشرّف باريس والتزامها المتواصل ضد معاداة السامية”.
ولم يتضح بعد سبب إصدار كل هذه الردود على تصريحات مر عليها أسبوعان منذ إدلاء عباس بها في 24 أغسطس الماضي.
ونشر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، وهو مجموعة مراقبة إعلامية مقرها واشنطن وتعتبر مقربة من إسرائيل، تصريحات عباس مترجمة إلى الإنجليزية على موقع المعهد الإلكتروني الأربعاء.
وذكر عباس في تصريحاته أن ألمانيا النازية استهدفت اليهود بسبب “وظيفتهم الاجتماعية” وليس بسبب ديانتهم.
وقال “شُرح هذا في كتب كثيرة يهودية. عندما قالوا إن هتلر قتل اليهود لأنهم يهود وأن أوروبا تكره اليهود لأنهم يهود، لا. شُرحت بالضبط على أنهم حاربوا هؤلاء بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم”.
وأوضح نبيل أبوردينة المتحدث باسم عباس أن “ما نشر على لسان الرئيس محمود عباس في برنامج تلفزيوني حول المسألة اليهودية كان اقتباسا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأميركيين وغيرهم، ولا يعتبر إنكارا بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية”.
في خطوة رمزية جرّدت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو الجمعة الرئيس الفلسطيني من أرفع أوسمة العاصمة الفرنسية
وأضاف أبوردينة “موقف الرئيس محمود عباس من هذا الموضوع واضح وموثق، وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية”.
ولطالما أثار عباس غضب الغرب بتصريحاته حول المحرقة النازية (الهولوكوست) التي قُتل فيها ما يقدر بنحو ستة ملايين يهودي، بالإضافة إلى جماعات من الغجر ومن ذوي الاحتياجات الخاصة ومن أقليات جنسية وجنسانية.
ووصف متحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بيان هذه التصريحات بأنها “إهانة للملايين من ضحايا المحرقة وعائلاتهم”.
وأضاف أن “مثل هذه التشويهات التاريخية مثيرة للغضب ومسيئة بشدة ولن تتمخض إلا عن تفاقم التوترات في المنطقة ولن تخدم مصالح أحد (…) إنها تخدم مصلحة الذين لا يريدون حل قيام دولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مرارا”.
والاتحاد الأوروبي هو أحد المانحين الرئيسيين للسلطة الفلسطينية.
وتمارس السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا في الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967 ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة عليها.
وأدان شتيفن زايبرت سفير ألمانيا في إسرائيل تصريحات عباس، وقال في تغريدة على موقع “إكس” للتواصل الاجتماعي “يستحق الفلسطينيون سماع الحقيقة التاريخية من زعيمهم، وليس مثل هذا التشويه”.
وفي زيارة إلى برلين العام الماضي، انتقد المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس عباس بشدة بعد أن اتهم إسرائيل بارتكاب “50 محرقة” ردا على سؤال حول الذكرى الخمسين لهجوم مسلحين فلسطينيين على الفريق الإسرائيلي في أولمبياد ميونخ عام 1972.