كعادتي أطل من شرفتي المستطيلة كل صباحٍ أحتسي فنجانًا من الشاي ذي النكهة المشابهة لنكهة هذا الحي العريق الذي يوحي طابعه المعماري بالأصالة والبساطة معًا.
في أزقتنا الضيقة نشاهد البراءة تتجسد وتتجلى في وجوه أطفالٍ يلبسون ثيابًا ملونة، ويمارسون هواياتهم في اللعب والتسلية غير آبهين بما حولهم من مشاةٍ وعناوين محلات تجارية كُتبت لوحاتها التعريفية باللونين الأحمر والأزرق الفاتحين، لايبدو على وجوههم سوى الرغبةَ في المزيد من اللعبِ واللهوِ.
أخذتُ هاتفي المزود بعدسة تصويرٍ وشرعتُ بالتقاط بعض الصور لزقاق المدينة والمباني المكونة من طابقين إلى ثلاثة فقط وما تحتويه من فنٍ معماريٍ يتناسق مع شرفاتها ونوافذها من حيث الألوان الرملية والخشبية المستوحاة من الطبيعة في تداخلٍ متجانسٍ عجيبٍ.
كل يوم تتزاحم الحياة في زقاق حيِّنا فتنتشر اللوحات باضطراد، معلنة عن مزيدٍ من الباعة وأصحاب المهن الذين اختاروا هذا الحي لممارسة أعمالهم واكتساب قوتهم.
لا يتوقف دبيب الحركة هنا، بل يخفت قبل انتصاف الليلة بعد مرور نهارٍ مليء بالأحداث والحكايات التي نسمعها هنا ونشهدها هناك.
المهندس/بكيل التركي
28 أغسطس 2022م