كريتر نت – متابعات
نأت الإمارات بنفسها الجمعة عن المشاركة في أي تحالف إقليمي يستهدف إيران وأعلنت عن قرب إرسال سفير إلى طهران، مؤكدة التزامها بسقوف إنتاج النفط المتفق عليها في تجمع أوبك بلاس.
ويمثل تشكيل التحالف الإقليمي الذي دعت إليه الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة إيران والمطالب الأميركية لدول الخليج بزيادة إنتاج النفط، المحورين الأساسيين لزيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة والسعودية خصوصا، حيث سيجتمع مع زعماء المنطقة في قمة موسعة.
وقال مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش في لقاء مع صحافيين عبر الفيديو “نحن في مسار لإرسال سفير إلى طهران”، موضحا “نبحث بالفعل في مسألة إرسال سفير إلى إيران”.
وكانت الإمارات خفضت تمثيلها الدبلوماسي في إيران عام 2016 بعد اقتحام مجموعات إيرانية السفارة السعودية في العاصمة طهران، إثر إعدام رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر في المملكة بتهمة الإرهاب.
وأبقت الإمارات على علاقات اقتصادية مع إيران، وسعت في الأشهر الأخيرة إلى الانخراط في حوار مع طهران لحلحلة المسائل العالقة بين البلدين، وجرى تبادل زيارات. وتقيم السعودية بدورها محادثات مع خصمها إيران.
ويأتي قرار بحث إرسال سفير إلى إيران في وقت تنتهج الإمارات سياسة خارجية قائمة على مد الجسور مع خصومها الإقليميين، وبينهم تركيا وقطر. كما أقامت علاقات مع إسرائيل وهو ما أغضب طهران.
وقال قرقاش “لا يمكن أن يكون العقد المقبل على غرار العقد الماضي. في العقد الجديد، كلمة خفض التصعيد يجب أن تكون هي الأساس”، في إشارة إلى الاضطرابات التي عصفت بدول عربية في خضم الربيع العربي.
وتابع “الاقتصاد هو إحدى الأدوات لخلق ثقة متبادلة أكبر في المنطقة. علينا أن نستخدم الاقتصاد في مختلف المجالات للدفع نحو خفض تصعيد سياسي كبير”.
كما شدد على أنّ الإمارات “ليست طرفا في أي محور في المنطقة ضد إيران”، من دون أن يستبعد أن تكون الإمارات عضوا في تحالف يحميها عسكريا، “إنّما من دون أن يضر أي دولة أخرى”.
ويأتي ذلك فيما تواجه المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى صعوبات جمة.
وكان بايدن تعهّد في إعلان أمني وقّعه مع إسرائيل الخميس بأن تستخدم الولايات المتحدة “كل قوتها الوطنية” لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
من جهة ثانية، قال قرقاش إن الإمارات تريد المزيد من الاستقرار في أسواق النفط وستلتزم بقرارات أوبك بلاس، وهو التجمع الذي يضم خصوصا روسيا والسعودية.
وتمتلك السعودية إلى جانب الإمارات الجزء الأكبر من الطاقة الفائضة داخل مجموعة أوبك بلاس. لكن المملكة أكدت مرارا أنها لن تتصرف من جانب واحد.
وسيبحث بايدن الجمعة في جدة التي سيصلها في رحلة مباشرة غير مسبوقة من تل أبيب، إعادة ضبط العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة، وستتم خلالها مناقشة إمدادات الطاقة وحقوق الإنسان والتعاون في مجال الأمن.
ويسعى الرئيس الأميركي خلال الزيارة إلى مناقشة إمكانات دول الخليج في تعويض النقص الحاصل في سوق النفط بسبب الحملة الروسية على أوكرانيا، التي تسببت في ارتفاع كبير في أسعار الوقود في الولايات المتحدة، التي تعاني من معدلات تضخم هي الأعلى منذ أربعة عقود.
وقال مسؤول أميركي الجمعة إن واشنطن لا تتوقع أن تعزز السعودية إنتاج النفط فورا، وتترقب ما ستقرره مجموعة أوبك+ في اجتماعها المقبل في الثالث من أغسطس.
وقال بايدن في الآونة الأخيرة إنه لن يطلب من السعوديين مباشرة زيادة إنتاج النفط. وبدلا من ذلك، أكد الرئيس الأميركي أنه سيواصل الدفاع عن فكرة أنه يتعين على جميع دول الخليج زيادة إنتاج النفط.
وذكرت بلومبرغ نيوز الجمعة، نقلا عن أشخاص مطلعين، أن بايدن سيغادر الشرق الأوسط دون إصدار أي إعلانات عامة حول زيادة إمدادات النفط.
وقررت أوبك+ الشهر الماضي زيادة أهداف الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يوميا في أغسطس، لتنهي بذلك تخفيضات الإنتاج القياسية في ذروة الوباء، التي كانت تهدف إلى مواجهة انهيار الطلب.