كتب : محمد علي محسن
قلت له قبل ان تباغته جلطة لعينة : يا شيخنا وحبيبنا احمد هون عن نفسك وامنحها قليلًا من اهتمامك ..لفت نحوي مبتسمـًا وأجاب : لن تعثر على راحة في بلاد اصابها البلاء، فهناك في الثرى فقط يمكن لروح الانسان ان تنام بسكينة وراحة..
ظل مسكنه البسيط في حي المطار بمدينة الضالع، قبلة لكل المتذمرين والساخطين والباحثين عن قبس من عدالة، فلم أراه يومـًا ضائقًا من أحد. كان مجلسه منصة لكل الاراء والافكار والأعمار والشكوى.
لطالما احسست انه جبل منيف شامخ في قيعة سحيقة تذروها الرياح من كل حدب وصوب، فمن تعب او ظمأ أو قتل غيلة لقي في حماه الأمان والملاذ والمثوى..
كان نعم الرفيق في جبهة القتال إبان غزوة تتار العصر ” الحوثيين ” ،كما وكان قبلها مديرا ناجحا واستثنائيا حين شغل منصب مدير عام مديريتي الحصين وجحاف وفي أسوأ الظروف..
حدثني أحد زملائه من قادة المؤتمر بالضالع ان الجميع كان يخشى شجاعته وجرأته اثناء لقاءاتهم بالرئيس الاسبق ، لهذا السبب لم يستدع في اخر لقاء تم في عدن قبل ثورة الشباب وإبان انتفاضة الحراك، فكل جريرته انه كاشف الرئيس ودائرته بما لا يطيقون او يودون الخوض فيه.
ذات لقاء سألته : عـَسَّاف يخال لي انه اسما غريبا، فهل هو اسم ام لقب لأبنك ؟ فأجاب : انه يا صاحبي جبل سامق وشاهق ، في مسقط رأسي بمديرية الازارق، واطلقته على احد اولادي تيمنًا واعتزازًا بالجبل وشموخه وكبريائه .
نعم، رحيل مبكر ، وخسارة فادحة ، ومصاب جلل، فالضالع عمومًا خسرت بوفاته أشجع وأنجب واخلص الرجال..
فلترقد روحك بسلام ايها العربي الشهم والاصيل، وليسكنك الله بجوار الصادقين والاتقياء ، وكان الله بعونكم جميعا ، وليلهمكم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..