كريتر نت / وكالات
تتواصل التداعيات السياسية والاستراتيجية لمعركة إدلب في سوريا، في ظل مخاوف من تعقيد المشهد السوري أكثر.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، باتت خيارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محدودة في ظل هزائمه العسكرية والسياسية.
أطماع تركية
في صحيفة أخبار الخليج البحرينية قال عبد الأيوبي، إن “الممارسات العملية في إدلب تؤكد رغبة تركيا في احتلال هذه المنطقة”.
وأوضح “بعد التطورات العسكرية الأخيرة، ودخول الجيش التركي على خط الصدام المباشر مع الجيش السوري في محافظة إدلب، وسقوط عشرات القتلى في أوساط الجيش التركي، ارتفعت أصوات قومية داخل تركيا تطالب بضم إدلب إلى الجمهورية التركية، الأمر الذي يؤكد الأطماع التركية هناك”.
وقارن الكاتب بين تركيا في إدلب وإسرائيل، قائلاً: “ما يمارسه الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتكرر في المناطق السورية التي تحتلها القوات التركية، خاصةً تلك التي كان يقطنها المكون الكردي السوري، إذ فرضت تركيا التعامل التجاري بالليرة التركية، بل شرعت في إقامة كليات دراسية بالتركية أيضاً في بعض من هذه المناطق، رغم كل هذه السياسة التركية الخطيرة يخرج المسؤولون الأتراك بين فينة وأخرى ويؤكدون لا أطماع تركية في الأراضي السورية”.
سيناريوهات مطروحة
وبدوره، قال رئيس معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين، في صحيفة الشرق الأوسط، إن “تطور الوضع في إدلب بات دقيقاً خاصةً مع الانفتاح على الكثير من السيناريوهات”.
وأضاف أن “تطورات المشهد السياسي في هذه المنطقة بات صعباً مع وجود الكثير من السيناريوهات المطروحة، أبرزها فشل محاولات حل التناقضات الروسية التركية، وبقاء جميع أطراف النزاع في مواقعها السابقة، إضافةً إلى بدء الجيش التركي في إبعاد الجيش السوري من المواقع التي شغلها، إلى جانب احتمال بوتين مع أردوغان على حل الخلافات”.
وتابع “أحد عناصر التسوية هو الانسحاب التدريجي للقوات التركية من إدلب، ثم من جميع أنحاء سوريا، ولكن مقابل ثمن معين، ستوقف المعارضة المدعومة من أنقرة صراعها المسلح ضد النظام، ولكنها ستتلقى ضمانات بإدراجها في عملية سياسية كاملة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254”.
وأردف الكاتب قائلاً إن “الجماعات المصنفة من المجتمع الدولي، مجموعات إرهابية ستبقى خارج نطاق الشرعية، وستلاحق من قبل جميع أطراف عملية المصالحة، وسيستمر إطار آستانا في عمله وسيحصل على دفعة جديدة لحل المشكلات التي لم تحل بعد، وسيحصل الجانب التركي على ضمانات لمنع أي أعمال عدائية ضده من قبل القوات الكردية وأي توغل لها في الأراضي التركية”.
تفاهمات سوتشي
ومن جانبه، قال إبراهيم النحاس في صحيفة الرياض السعودية، إن “من ينظر إلى تفاهمات سوتشي واللقاءات والاجتماعات المتعددة في الأعوام الثلاثة الماضية، يدرك أن المسألة تتجاوز طرح الحلول لإنهاء الأزمة السورية، إلى مرحلة أعمق وأبعد مما يُعلن”.
وأضاف أن “البيانات الصادرة عن التفاهمات والاتفاقات الدولية المتعلقة بسوريا أو بغيرها من الأوطان العربية تُذكرنا بالبيانات التاريخية التي صدرت عن تفاهمات واتفاقات القوى الدولية، وتعكس تقسيماً لنفوذها السياسي على حساب الأراضي العربية، إننا أمام مرحلة تبدو في ظاهرها إنسانية وبريئة، ولكنها في واقع الأمر مرحلة خطيرة جداً تستنزف أرضاً، وشعباً، وقراراً، وموارد عربية أصيلة، لا يمكن تعويضها”.
الإطاحة بأردوغان
وفي موقع الحرة الإخباري، قال رستم محمود إن “الرئيس التركي يذهب كلما اختلت التوازنات السياسية الداخلية لغير صالحه، لاختلاق قضية تمس الوجدان الوطني والأمن القومي، وهي خارجية أغلب الأوقات”.
وأوضح الكاتب أن أردوغان يستنفر بهذه القضية المشاعر والولاءات الوطنية لصالحه، في الصراعات السياسية الداخلية تقليدياً.
وأضاف “لا يبدو أن المعارضة التركية تدرك ذلك بعمق، بل تذهب كل مرة، وبكل أريحية، للتنازل للرئيس في أرض المعركة الأكثر ملائمة له، معتقدة كل مرة أن هذه القضية الخارجية التي اختلقها أردوغان أو تلك، يمكنها أن تكون بمثابة الضربة القاصمة له ولقدرته على الحكم بمفرده، لأنها لن تحقق مراده”.
ولفت إلى أن أردوغان والفريق المحيط به يعرف القاعدة الذهبية التي تقول إن القضايا السياسية الداخلية التركية توحد وتقوي المعارضة لأبعد مدى، بينما تضعفها وتشتتها القضايا الخارجية، خاصةً الرمزية منها والتي تمس الوجدان والمخيلة العامة في تركيا.