كريتر نت – متابعات
أعلنت جماعة “الحوثي”، السبت، عما وصفته بـ”إنجاز أمني” تمثل في ضبط شبكة تجسسية، تديرها غرفة عمليات مشتركة، بين المخابرات الأميركية والإسرائيلية والسعودية.
غير أن تفاصيل البيان “الحوثي”، وما تلاه من اعترافات مصورة، كشفت سريعاً أن القصة لا تتجاوز أربعة أشخاص وفتاة، واتهامات ملفقة بلا أدلة، في واحدة من أكثر المسرحيات الأمنية سذاجة على مر التاريخ.
إنجاز مفبرك
بيان جماعة “الحوثي” الذي تلاه القيادي “علي حسين الحوثي”، نجل مؤسس الجماعة، بدا أقرب إلى عرض دعائي منه إلى حدث أمني حقيقي.
ويعد اختيار شخصية من العائلة “الحوثية” لقراءة البيان، محاولة لمنح القضية وزناً رمزياً وإيحاء بأهمية الحدث، في وقت تعيش فيه الجماعة ارتباكاً داخلياً، وصراع أجنحة متصاعد.
الكاتب الصحفي هزاع البيل اعتبر الإعلان “الحوثي” “أداة دعائية لتلميع الذات”، مشيراً إلى أن الجماعة تحاول ترميم صورتها المهتزة أمام جمهورها.
وأضاف أن هذا الإعلان يمثل أداة تخويف للمجتمع اليمني في مناطق سيطرتها، عبر التلويح بوجود “خلايا خائنة”، يمكن أن تٌلصق تهمتها بأي صوت معارض.
تغطية على الفشل
تعمدت جماعة “الحوثي” تأخير البيان ليومين لإثارة الترقب بين الناس، ثم تقديمه كإنجاز ضخم رغم هشاشته، في محاولة للتغطية على الفشل.
وفي السياق نفسه، قال الصحفي فارس الحميري، في تعليق على منصة “فيسبوك” إن القول بأن “غرفة عمليات الموساد والسي آي إيه” التي تحدث عنها “الحوثيون”، لا يمكن أن تدار بمستوى كهذا من الهزل.
وأوضح الحميري أن البيان جاء بديلًا عن آخر، جرى التراجع عن نشره، كان يتناول الهجوم الذي استهدف قيادات “حوثية” في صنعاء، ما يشير إلى أن الجماعة تبحث عن ستار إعلامي لتغطية إخفاقاتها الأمنية المتتالية.
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، وصف ما جرى بأنه “مسرحية جديدة” تعكس حجم الانقسام داخل جماعة “الحوثي”.
وقال إن “علي حسين الحوثي” يحاول من خلال هذه القصة، انتزاع الملف الأمني من عبد الحكيم الخيواني رئيس جهاز الأمن والمخابرات “الحوثي”، في ظل تبادل الاتهامات بشأن الاختراقات التي ضربت الصفوف العليا للجماعة.
وأكد الإرياني أن هذه الاعترافات المفبركة تهدف إلى تبرير حملات القمع والاختطاف، ورفع معنويات عناصر فقدت الثقة بقيادتها.
تخويف الداخل وصناعة العدو
تكرار مثل هذه البيانات الفارغة، يؤكد أن “مسرحيات التجسس” أصبحت سلاح جماعة “الحوثي” الجديد لإرهاب الشارع وإسكات أي انتقاد.
فكلما تصاعد الغضب الشعبي، اختلقت جماعة “الحوثي” قصصاً أمنية جاهزة، وتحدثت عن أعداء خارجيين لتبرير فشلها في إدارة حياة الناس.
ويكشف هذا البيان بوضوح عن حالة انكشاف سياسي وأخلاقي عميق، تحاول جماعة “الحوثي” تغطيته عبر وهم “الإنجازات” التي لا وجود لها إلا على شاشاتها فقط.
المصدر : الحل نت












