كريتر نت / وام
أستعرض تقرير أعده قسم التقارير والتحقيقات في وكالة وام الإماراتية، الدور البارز الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال السنوات الماضية في دعم المبادرات والجهود الإقليمية والدولية في مجال نزع الألغام والحد من الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عنها، وذلك في إطار سياستها الرامية إلى حماية المدنيين وتعزيز الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وجاء نشر هذا التقرير بالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام الذي أقرته الأمم المتحدة في 4 أبريل من كل عام .
وسلط التقرير الضوء على أبرز المبادرات التي نفذتها دولة الإمارات في عدد من دول العالم لنزع الألغام الفردية فيها ومساعدة سكانها المحليين على استئناف حياتهم الطبيعية بعيدا عن أية مخاطر تهدد حياتهم.
وعلى رأس تلك الدول التي تناولها التقرير، هي اليمن التي ومنذ الأيام الأولى لعملية إعادة الأمل برز الدور الإماراتي في جانب نزع الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون، وتطهير المناطق المحررة .
وذكر التقرير أن القوات المسلحة الإماراتية تعمل على 3 اتجاهات رئيسة، بدءاً من تحرير المناطق من سيطرة الميليشيات الحوثية وتأمينها من شبكات وحقول الألغام والمتفجرات، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية وتطبيع الأوضاع.
وبحسب التقرير تكللت الجهود الإماراتية بالنجاح الباهر، واستطاعت الفرق الهندسية التابعة لقواتها المدافعة عن الشرعية في اليمن نزع عشرات الآلاف من الألغام وتفكيكها وإبطال مفعولها قبل عمليات إتلافها.
ولاقت الجهود الإماراتية في حماية المدنيين اليمنيين من مخاطر الألغام وخصوصا في مناطق الساحل الغربي، إشادة كبيرة من الأمم المتحدة التي عبرت في عام 2018 على لسان مدير مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن أندريا ريكيا، عن خالص تقديرها للدور الإماراتي في تأمين حياة المواطنين ونزع هذه العبوات القاتلة من المناطق السكنية.
ووفقاً للتقرير، حرصت الإمارات على نقل خبراتها في مجال نزع الألغام إلى الكوادر اليمنية المحلية، من خلال تنظيم العديد من الدورات لتدريب متطوعين يمنيين للعمل ضمن فرق تطهير الألغام في جبهات الساحل الغربي .
وأكد التقرير أن الفرق الهندسية المدربة بإسناد ومشاركة الفرقة الهندسية الإماراتية نجحت في انتزاع وإبطال مفعول الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي.
ولم تغفل الامارات أهمية الجانب التوعوي في مجال الحد من مخاطر الألغام، لذلك نفذ فريق الهندسة الميدانية التابع للقوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حملات توعوية لأهالي المناطق والقرى المحررة حول مخاطر الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في المناطق السكنية والقرى والطرقات بشكل عشوائي وبطرق خداعية لاستهداف حياة المدنيين الأبرياء.
واشار التقرير إلى أن الحملات أستهدفت نشر التوعية بين صفوف الأطفال وعائلاتهم من مخاطر الألغام والعبوات المبتكرة وإرشادهم بطرق ووسائل الحماية من مخاطر الألغام الأرضية وتجنب العبوات الناسفة وعدم لمس الأجسام الغريبة أو الاقتراب منها حفاظا على سلامتهم من مخلفات ميليشيات الحوثي بكافة أنواعها وأشكالها.
ومنذ انقلابهم على الشرعية في اليمن، زرع الحوثيون ألغاما أرضية على امتداد الحدود البرية والبحرية، وحول المدن الرئيسية، وعلى طول طرق النقل المرتبطة بصنعاء من أجل إنشاء أطر دفاعية أو تمهيد الطريق للتراجع .
كما الحوثيون مساحات شاسعة مليئة بالألغام الأرضية خلال انسحابهم من المحافظات المحررة، الأمر الذي أثار تساؤلا مشروعا حول هذا الحجم الهائل لاستخدام الألغام الأرضية من قبل الحوثيين وحول مصدرها وإمداداتها خاصة وأن الحكومة اليمنية كانت قد أعلنت في عام 2002 عن تدميرها لكافة مخزوناتها من الألغام المضادة للأفراد عملا بالتزاماتها بموجب “معاهدة حظر الألغام” .