كريتر نت – متابعات
لم تمانع الصين في توسيع عضوية بريكس لتشمل قائمة جديدة من الدول، وذلك على هامش اجتماع وزاري للمجموعة في جنوب أفريقيا شهد حضور دول جديدة أبرزها السعودية والإمارات وإيران.
يأتي هذا فيما يقول مراقبون إن القبول بتوسيع بريكس قبل قمة المجموعة المقررة في أغسطس القادم سيحولها من تكتل اقتصادي إلى تحالف اقتصادي وسياسي منافس للغرب، وقد يثير المخاوف لدى الولايات المتحدة بصفة خاصة وهي ترى البعض من حلفائها البارزين يلتحقون بتكتل معارض.
ويُمكّن ضمّ السعودية والإمارات، اللتين تتمتعان بقدرة كبيرة على الاستثمار، من منح أعضاء بريكس المزيد من المستثمرين الخارجيين الرئيسيين، حيث أن الصين هي العضو الوحيد الذي لا يستفيد بشكل أساسي من الاستثمار.
ويمكن أن تساعد إضافة اثنين من كبار منتجي النفط إلى الكتلة، من وجهة نظر بكين، في تأمين وصولها إلى إمدادات الطاقة المستقبلية وتعزيز أمنها في هذا المجال.
وتجد روسيا في توسيع بريكس فرصة لتخفيف وقع العقوبات الغربية عليها.
وتبحث دول بريكس التي تتألف الآن من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا توسيع عضويتها وأبدى عدد متزايد من البلدان، معظمها من جنوب العالم، اهتماما بالانضمام.
وكان ينظر إلى مجموعة بريكس كاتحاد غير وثيق الترابط لاقتصادات ناشئة متباينة، لكنها اتخذت معالم أوضح في السنوات القليلة الماضية في البداية بدعم الصين ثم حصلت على زخم إضافي من روسيا منذ بداية حرب أوكرانيا في فبراير 2022.
وفي تصريحات افتتاحية لمناقشات الجمعة تحدثت ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، التي تستضيف الاجتماعات، عن المجموعة باعتبارها ممثلة العالم النامي الذي تخلت عنه الدول الغنية والمؤسسات العالمية أثناء جائحة كوفيد – 19.
وقالت باندور ”لقد تقاعس العالم عن التعاون. ولم تف الدول المتقدمة بالتزاماتها تجاه العالم النامي وتحاول إلقاء كل المسؤولية على عاتق جنوب العالم‟.
وأرسلت إيران والسعودية والإمارات وكوبا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر القمر والغابون وكازاخستان ممثلين إلى كيب تاون للمشاركة في محادثات يطلق عليها ”أصدقاء بريكس‟.
وشاركت مصر والأرجنتين وبنغلادش وغينيا بيساو وإندونيسيا عن بعد عبر الإنترنت.
وقالت الصين، القوة الكبيرة في المجموعة، العام الماضي إنها تريد تدشين عملية لقبول أعضاء جدد. وأشار أعضاء آخرون إلى الدول التي يرغبون في رؤيتها تنضم إلى النادي.
لكن مسؤولين قالوا الخميس إنه ما زال هناك عمل يتعين القيام به وأبدوا إدراكا لضرورة المضي قدما بحذر.
وقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا ”بريكس تمثل تاريخا من النجاح.. المجموعة أيضا علامة بارزة وأصل، لذا علينا العناية بها‟.
وقال سوبرامانيام جيشينكار وزير الشؤون الخارجية الهندية إن المحادثات تضمنت مداولات بشأن المبادئ والمعايير والإجراءات الإرشادية لما سيبدو عليه تكتل بريكس الموسع. وأضاف أن ”هذا العمل ما زال جاريا‟.
وشددت وزارة الشؤون الخارجية الهندية في السابق على ضرورة اتباع سياسة عامة لمثل هذا التوسع، بدلا من النظر في الترشيحات على أساس فردي.
وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا إن وزراء الخارجية يستهدفون استكمال إطار عمل لقبول أعضاء جدد قبل اجتماع قادة بريكس في قمة جوهانسبرغ في أغسطس.
والاستعدادات لهذه القمة تمضي قدما وسط جدل بسبب احتمال حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقاله في وقت سابق من العام الجاري.
وبصفتها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية ستواجه جنوب أفريقيا ضغوطا للقبض على بوتين إذا توجه إلى البلاد لحضور القمة. وقالت بريتوريا إنها ما زالت تبحث خياراتها القانونية لاستضافة الرئيس الروسي.