كتب / سعيد البوري
قتل العشرات من عناصر تنظيم “القاعدة” فى عملية عسكرية اتسمت بالسرية والمباغتة فى ضربات جوية استباقية نفذتها طائرات ومروحيات تحالف دعم الشرعية ضد تجمعات التنظيم فى محافظة أبين اليمنية.
وذكرت قناة ” العربية ” نقلا عن مصادر عسكرية قولها ” أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت أمس الثلاثاء معسكرا تابعا لتنظيم القاعدة فى عومران فى مديرية مودية فى اليمن، الضربات أسفرت عن مقتل العشرات من قيادات وعناصر تنظيم القاعدة فى معسكر عومران بمديرية مودية بأبين فى اليمن”.
وأضافت المصادر، أن مقاتلات حربية ومروحيات أباتشى شنت هجمات على أبرز معاقل تنظيم القاعدة جنوب اليمن.
يذكر أن عناصر القاعدة بدأت بالتحرك فى الآونة الأخيرة فى المناطق التى استعادتها قوات الشرعية اليمنية بتنسيق مع ميليشيا الحوثى لزعزعة أمن واستقرار المناطق المحررة- حسب العربية-.
وأجبرت الحملة الأمنية التي قامت بها قوات الحزام الأمني في محافظة أبين بقيادة عبداللطيف السيد، والمسنودة بقوات اللواء الأول دعم وإسناد بقيادة العميد منير اليافعي (أبو اليمامة) ومروحيات التحالف العربي، عناصر تنظيم القاعدة من الفرار عقب الضربات الموجعة التي تلقتها جراء الاستهداف المباشر من قبل المقاتلات الحربية ومروحيات الأباتشي.
وأكد مواطنون في مديرية المحفد، في أحاديث نقلتها عنهم صحيفة “الاتحاد” الإماراتية أنهم شاهدوا عدداً من عناصر القاعدة يفرون باتجاه مناطق جبلية وعرة واصلة إلى شبوة والبيضاء عقب الغارات المكثفة التي استهدفت مواقعهم وتحصيناتهم في المديرية.
وأكدت المصادر أن عناصر القاعدة فرت من مواقعها التي تمركزت فيها خلال الأيام الماضية وشرعت بإنشاء معسكرات تدريبية لعناصرها.
موضحة أن العناصر الإرهابية فرت باتجاه جبال وعرة وأودية واصلة إلى مناطق في شبوة والبيضاء.
وأضافت أن القوات تمكنت من التوغل وتمشيط مناطق نائية في مودية والمحفد وسط إسناد من مقاتلات التحالف العربي التي نفذت سلسلة من الغارات على مواقع وتجمعات تابعة للقاعدة في المديريتين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر التنظيم.
وأطلقت القوات الأمنية بقيادة قائد قوات الحزام الأمني في أبين العميد عبداللطيف السيد وقائد اللواء أول دعم وإسناد العميد منير اليافعي حملة أمنية واسعة لتعقب خلايا القاعدة في عدد من المناطق الوسطى في أبين عقب هجمات إرهابية استهدفت مواقع أمنية تابعة لقوات الحزام الأمني وعدد من قياداته
ابين ملاذ أمن للقاعدة
وجد تنظيم القاعدة في جبال ووديان ورمال ابين ملاذا” امنا” حيث تشهد المديريات الوسطى في نشاطاً لتنظيم القاعدة، وتشن عناصره بين الحين والآخر عمليات وهجمات إرهابية على قوات الحزام الامني وتخلف ضحايا وكان اخرها المواجهات مع قوات اللواء الاول اسناد الذي يقوده منير محمود ( ابو اليمامة ) يوم الثلاثاء الماضي 15 يناير 2019م قتل خلالها ثمانية من عناصر القاعدة واصيب ثلاثة من جنود اللواء الاول اسناد ؛ وسبق ان تعرضت نقطة للحزام الامني في منطقة القوز لهجوم مسلح من قبل تنظيم القاعدة قتل واصيب فيه خمسة من جنود الحزام الامني ما دفع القوات الحزام الامني إلى تنفيذ حملات عسكرية على أوكار التنظيم الإرهابي.
وظهر تنظيم القاعدة باسمه الجديد أنصار الشريعة وبرز على واجهة الأحداث عام 2011، حيث سيطر على كامل محافظة أبين ومنطقة عزّان بمحافظة شبوة الجنوبية خلال الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي اتهم بتسهيل إسقاط هذه المدن بيد القاعدة.
أقام التنظيم إمارة إسلامية بأبين، مارس فيها الحكم والعمل الإداري للسلطات المحلية خلال أكثر من عام حتى طردته قوات الجيش اليمني منها بعد حملة “السيوف الذهبية” التي قادها اللواء سالم قطن منتصف 2012، بمساندة الطائرات الأميركية.
في صباح يوم 18 يونيو 2012م استهدف انتحاري ينتمي الى تنظيم القاعدة يرتدي حزاما” ناسفا” سيارة اللواء سالم قطن قائد عملية السيوف الذهبية قائد المنطقة العسكرية الرابعة قائد اللواء 31 بتفجير انتحاري اودى بحياته ومراففقية أثناء مرورة بأحد الشوارع في المنصورة بعدن.
وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أدرجت دولة الإمارات العربية المتحدة جماعة أنصار الشريعة في اليمن ضمن لائحة المنظمات الإرهابية. وكان مجلس الأمن قد أدرج الجماعة المذكورة على القائمة السوداء لارتباطها بتنظيم القاعدة.
وتسلم الوحيشي قيادة التنظيم بعد أبو علي الحارثي -رجل القاعدة الأول باليمن- الذي قُتل في غارة جوية بطائرة دون طيار في نوفمبر/تشرين الثاني 2002، وبصاروخ هيلفاير استهدف سيارته بصحراء محافظة مأرب.
اعلن القيادي في تنظيم القاعدة جلال بلعيد عام 2014 م مبايعة لابوبكر البغدادي واعلن عن تاسيس فرع لتنظيم الدولة الاسلامية في اليمن ( داعش ) بعد انشقاقه عن تنظيم القاعدة .
نفذ تنظيم الدولة عدد من العمليات ضد الوحدات العسكرية وتم ذبح الجنود على طرقة تنظيم الدولة في العراق .
وفي 4 فبراير 2016 أعلن عن مقتل جلال بلعيدي قائد تنظيم “داعش”، في اليمن، بطائرة بدون طيار في محافظة شبوة جنوب
لماذا يستهدف تنظيم القاعدة في ابين الحزام الامني ؟
وجد تنظيم القاعدة في حرب 2015م مناخا” مناسبا” لاعادة ترتيب اوضاعه واستقطاب عناصر شابة الى صفوفه حيث اتاحت له الحرب الحصول على المال والسلاح بمختلف انواعها وفتح معسكرات التدريب ، ومن خلال تواجده في جبهات القاتل تمكن من اقامت علاقات طيبة مع الكثير من القوى ، واستغل الفراغ الذي احدثته الحرب المتمثل في غياب اجهزت السلطة للتحرك بحرية في كافة المحافظات
في الوقت الذي كان فيه التحالف والمقامة الجنوبي منشغلين في محاربة مليشيات الحوثي كان تنظيم القاعدة يخطط للاستيلاء على عدن ولحج وابين شجعهم في ذلك سيطرة التنظيم على المكلا ، وعمل على الدفع بعناصرة للسيطرة على المرافق الحيوية والهامة كالميناء والمطار وباسم المقاومة ، ولكي ينفذون مخططهم بسهولة ويسر اقدمو على اغتيال جعفر محمد سعد محافظ محافظ عدن.
ومع تعيين عيدروس الزبيدي محافظ لعدن وشلال علي شايع مديرا” لامنها كان لابد من تطهير محافظة عدن من الجماعات الارهابية واخراجهم من المرافق والمنشأت التي سيطرو عليها ، وحينها وجد التحالف وعلى وجه الخصوص الامارات في كتائب المقاومة الجنوبية شريكا” حقيقيا” في مكافحة الارهاب وتملئة الفراغ الذي نتج عن غياب الدولة .
عملت الامارات على تسليح المقاومة التي تم دمج عناصرها في المؤسسة الامنية ، وسارعت الى تشكيل الحزام الامني في عدن ثم في لحج وابين ، وتم تطهير عدن من عناصر القاعدة الذين حولو مدينة المنصورة الى وكر لهم .
رد تنظيم القاعدة على هذه الخطوة بتشكيل سلطة موازية وفرضو نفوذهم على العديد من المناطق في عدن ، وكانو على وشك اعلان لحج ولاية اسلامية ، وحركو خلاياهم وعناصرهم لازاحة المعوقات التي تقف امام استيلائهم على السلطة في عدن ولحج وابين ، ونفذوا العديد من العمليات الانتحارية ومهاجمة المعسكرات والقيام بالاغتيالات والتي كانت شبه يوميه .
تمكنت المقاومة الجنوبية وبمسمياتها الجديد الحزام الامني ومكافحة الارهاب وغيرها من تطهير عدن ولحج وتامين عدن وتم الحد من نشاط القاعدة ومنع تسرب عناصرها في لحج وابين من الدخول الى عدن ليس هذا فحسب بل ضرب اوكارهم في تلك المحافظتين .
وبوجود الاحزم الامنية في عدن ولحج وابين تم تضيق الخناق على الجماعات الارهابية والحد من تحركهم عملو على استهداف الحزام الامني بعد ان وجدو بان الحزام الامني هو القوة الوحيدة التي تقف عائق امام اعمالهم الاجرامية البشعة .
وجد تنظيم القاعدة من جغرافيا ابين بساحلها وجيالها ووديانها ملاذا” امنا” ساعد في ذلك حالة التصالح بين التنظيم والالوية العسكرية المرابطة في المحافظة ، ومراكز الشرطة وضعف السلطات المحلية في مركز المحافظة والمديريات ، والدعم والتغطية من الجنرال علي محسن الاحمر والتجمع اليمني للاصلاح ، والدعم المادي والوجستي والاستخباراتي المقدم من قطر وتركيا .
ومام كل هذه المعطيات يبرز سؤال هل الشرعية معنية بمكافحة الارهاب ؟ وهل يمثل تنظيم القاعدة خطر على اليمن والاقليم ؟ وما هي الحكمة من ترك الحزام الامني في ابين يواجه تنظيم القاعدة بمفرده ؟
وما هي وظيفة الالوية الاجهزة الامنية التالية المتواجدة في محافظة ابين ؟
لواء 15
لواء 119
لواء 111
لواء 115
اللواء 103
اللواء الخامس مشاه المنشأ حديثا
الامن العام
الشرطة العسكرية
شرطة النجدة
القوات الخاصة