كريتر نت – وكالات
تتجه الأنظار اليوم إلى الكويت التي تحتضن اجتماعاً لوزراء الداخلية العرب، ينتظر أن يشهد على هامشه تقديم لبنان رده الرسمي على وثيقة المبادرة الكويتية، إلى وزراء خارجية دول مجلس التعاون، لوضع حد للأزمة في العلاقة بين دول الخليج ولبنان، تمهيداً لاستعادة ثقة هذه الدول في لبنان بعد طي صفحة استهدافها.
وحسب صحف عربية اليوم الأحد، لا ينتظر أن يكون الرد اللبناني في مستوى الانتظارات والتوقعات، في ظل التسريبات عن رفض الحكومة اللبنانية، مواجهة لب المشكلة الحقيقية، وجوهر الخلاف، حزب الله اللبناني وسيطرته على قرار الدولة والمؤسسات في بيروت.
ذاهبون للحوار
في هذا السياق قالت صحيفة “الشرق الأوسط” إن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، سيسلم الردّ اللبناني على المقترحات الكويتية خلال اجتماع عربي وزاري في الكويت، ولكن دون التطرق للمطلب الخليجي الأساسي، الالتزام بتنفيذ قرار الأمم المتحدة بنزع سلاح حزب الله.
وفي الوقت الذي كانت فيه مطالب دول الخليج التي حملها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح عند زيارته إلى بيروت واضحة، ومبوبة، ولا تحتاج إلى للرد عليها، مع الالتزام بجدول زمني أو أفق لتنفيذها، إذا كان لبنان يريد تجاوز الخلاف، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب قبل السفر إلى الكويت “نحن ذاهبون للحوار” ما يعني أن رد الحكومة اللبنانية سيكون محاولة لتعويم المطالب والالتفاف عليها، تجنباً لمواجهة حزب الله مباشرة.
وأوضح الوزير اللبناني، أن “تنفيذ القرار 1559 الذي يطالب بنزع سلاح حزب الله سيستغرق وقتاً”.
لا تنتظر الكثير
من جهتها قالت صحيفة “العرب” اللندنية، إن دول الخليج تنتظر من بيروت رداً واضحاً وبرنامج عمل معقول للتحرك بعد المطالب التي قدمتها لها، في مقدمتها حل ملف حزب اللبناني وسلاحه، وهيمنته عليها وسلاحه. وبحسب الصحيفة لا تبدو الحكومة اللبنانية، في موقع يسمح لها بالاستجابة إلى رغبة الدول الخليجية في كبح جماح حزب الله.
ولذلك لا يبدو أن دول الخليج تنتظر الكثير من رد الحكومة اللبنانية، على مطالبها وهي “تدرك حجم نفوذ حزب الله في مؤسسات الدولة الأمنية والسياسية والاقتصادية، وعجز حكومة ميقاتي أو أي حكومة أخرى عن تحدي إرادة الجماعة، وسلاحها، أو كياناتها الاقتصادية التي تعمل بمعزل عن الدولة”.
وعلى هذا الأساس اعتبرت الصحيفة أن “مواقف الحكومة اللبنانية المستقبلية من الدول الخليجية ستبقى دون مستوى تطلعات هذه الدول، التي تأمل الكثير من حكومة تدرك سلفاً أنها حكومة عاجزة عن اتخاذ قراراتها باستقلالية تامة عن حزب الله”.
لا يريدون مساعدة أنفسهم
ومن جهتها قالت صحيفة “الجريدة” الكويتية، إن الرد اللبناني على المبادرة الكويتية، “جاء ناقصاً شكلاً ومضموناً إذ أنه أتى بعد مداولات بين الرؤساء الثلاثة، لا بين الحكومة كما هو مفترض دستورياً، ومضموناً لأنها تجنبت الخوص في وضع حزب الله، فيما لا يزال لبنان بتداعيات قرار زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بالعزوف عن الانتخابات”.
وحسب الصحيفة، لاتتوقع مصادر لبنانية أن “يؤدي هذا الجواب إلى حل للأزمة اللبنانية الخليجية، ففي حين يقترح لبنان تشكيل لجان مشتركة لمناقشة البنود المختلفة وبحث كيفية تطبيقها، من غير المعروف بعد كيف سيكون التعاطي الخليجي معها، بينما تقول مصادر متابعة إن الأمر قد يقف عند هذا الحد، فيما دول الخليج ستواجه المجتمع الدولي بالقول: “نحن حاولنا مساعدة لبنان لكن اللبنانيين لا يريدون مساعدة أنفسهم”.
تأجيل الانفجار
وفي صحيفة “الشرق” اللبنانية، اعتبر قاسم قصير، أن المبادرة الكويتية والمطالب العربية “تتضمن شروطاً تضع لبنان واللبنانيين عامة، وحزب الله خاصّة، أمام تحديات كبيرة. فالاستجابة لبعض الشروط غير ممكنة وغير واقعية، خصوصاً تطبيق القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله، وستُدخِل البلاد في أزمة كبيرة. أما عدم الاستجابة فستؤدّي إلى مزيد من الضغوط الداخلية والخارجية على حزب الله ولبنان واللبنانيين”.
واعتبر قصير أن لبنان مقبل على انفجار كبير، ذلك لعجزه عن مواجهة موضوع حزب الله، وحسمه، في ظل سيطرة الأخير، ما يعني أن الخيار الوحيد المتاح للحكومة اللبنانية، سيكون “تأخير الجواب اللبناني، أو الفصل بين المطالب ممكنة التطبيق والمطالب غير ممكنة التطبيق هو أحد الخيارات التي ستُعتمد، وذلك لتأجيل الانفجار الكبير، أو لأخذ بعض الوقت من أجل الوصول إلى تسويات داخلية أو خارجية تعالج هذه الملفّات الساخنة”.