كريتر نت – متابعات
لم يتوان تقرير جديد عن اتهام الحكومة البريطانية بأنها تنتهك التزاماتها تجاه حقوق الإنسان المنصوص عليها في اتفاقية أممية تهدف إلى استئصال التمييز العنصري، وذلك في الوقت الذي تعالت فيه موجة الإدانات للإساءة العنصرية التي تم توجيهها إلى لاعبي كرة القدم من أصحاب البشرة السمراء في نهائي بطولة أمم أوروبا 2020.
وقال تقرير أعده مركز الأبحاث البريطاني رانيميد ترست إن “العنصرية ممنهجة في إنجلترا، وأن التشريعات والممارسات والعادات المؤسساتية مستمرة في إلحاق الضرر بجماعات الأقلية العرقية”.
ويرى التقرير الجديد أن الحكومة تنتهك العديد من بنود اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. كما يدعو الحكومة التي يرأسها بوريس جونسون إلى تقديم تقارير دورية إلى لجنة القضاء على التمييز العنصري التي تراقب الالتزام بتلك الاتفاقية الأممية.
لكن متحدثة قالت إن الحكومة أحرزت “تقدما كبيرا” منذ آخر تقرير قدمته إلى اللجنة. وأضافت أن الحكومة تعمل على تقديم التقرير المقبل في وقت لاحق من هذا العام.
وتوجد تقارير موازية تقدمها جماعات المجتمع المدني، حيث تعتمد الأمم المتحدة على كليهما لتقييم مدى التقدم الذي تم إحرازه على مستوى المساواة العرقية. ومع ذلك لم تقدم الحكومة البريطانية التقرير الذي كان موعده في أبريل من العام الماضي بعد الموافقة على تمديد فترة التقديم بسبب جائحة كورونا.
وكانت لجنة المساواة وحقوق الإنسان قد طلبت أدلة أكثر من جماعات المجتمع المدني بشأن تلك الممارسات الحكومية.
وجاء نشر تقرير مركز رانيميد ترست بعد إدانات من جانب جونسون ودوق كامبريدج الأمير ويليام وآخرين للإساءة العنصرية، التي تم توجيهها للاعبي كرة القدم من أصحاب البشرة السوداء عقب هزيمة إنجلترا في نهائي بطولة أمم أوروبا 2020 أمام إيطاليا.
ويقول التقرير الجديد إن الجماعات العرقية التي تمثل أقلية تواجه تفرقة مستمرة في قطاع الصحة والنظام القضائي والتعليم والتوظيف والهجرة والسياسة.
وكتب واضعو التقرير أنهم يعتقدون أن توجه الحكومة الجديد بشأن المساواة سوف يخفق في تحسين هذه النتائج و”ربما في حقيقة الأمر يؤدي إلى تفاقمها”.
وشكك هؤلاء في النتائج التي توصلت إليها لجنة مكافحة الفروق العنصرية البريطانية مطلع هذا العام، والتي خلصت إلى أن النظام لم يعد “يتجاهل عن عمد” الأقليات العرقية في بريطانيا.
وقالوا إن ما توصلت إليه اللجنة “يسيء تمثيل حجم ومدى تعقد هذه القضايا”، كما يتنافى بشكل صارخ مع الأدلة الأخيرة التي تضمنها أحدث تقرير، حيث ذكر أن هذه الأدلة تشير إلى أن الفروق العنصرية تفاقمت في بعض المجالات منذ نشر آخر تقرير مواز عام 2016.
العنصرية ضد السود مستمرة
وقالت ألبا كابور كبيرة مسؤولي السياسات بمركز رانيميد ترست إن مجالات القلق تشمل عدم التناسب في النظام القضائي وعدم المساواة في مجال الصحة وزيادة جرائم الكراهية.
وأضافت كابور لوكالة الأنباء البريطانية بي.أيه ميديا، “هناك دلالات واضحة للغاية على أن الأمور أكثر سوءا في قطاعات معينة عما كانت عليه من قبل، كما أن الخيارات التشريعية المقبلة التي يتم تقديمها لها تداعيات حقيقية على كل من هذه القطاعات في ما يتعلق بحقوق أصحاب البشرة السوداء والأقليات”.
وأشارت إلى أنه من الواضح عدم مراعاة بعض توصيات الأمم المتحدة، وأن قطاع الصحة من القطاعات التي تثير القلق.
ومن جانبها قالت حليمة بيجوم المديرة التنفيذية لمركز رانيميد ترست إنه تم إحراز تقدم في ما يتعلق بتوزيع اللقاحات ضد فايروس كورونا للأقليات العرقية، لكنها توضح أن مسألة العرق أصبحت دون داع قضية مثيرة للجدل في الخطاب العام وأن أصحاب البشرة السوداء والأقليات مازالوا يواجهون تداعيات غير متناسبة بشكل واضح مع خيارات حياتهم.
ويناشد تقرير مركز الأبحاث البريطاني الحكومة ضمان أن تتوافق قوانينها وسياساتها بصورة كاملة مع تعريف الاتفاقية الدولية لمكافحة جميع أشكال التمييز العنصري للتمييز، وأن تطبق بصورة عاجلة استراتيجية لتحقيق المساواة بين الأجناس.
وقال متحدث باسم لجنة مكافحة الفروق العنصرية إن اللجنة تجدد دعوتها للحكومة بتطبيق توصياتها عقب “الأحداث المؤسفة” التي وقعت الأسبوع الماضي.
وأضاف “نتضامن مع لاعبي كرة القدم من أصحاب البشرة السوداء الذين تعرضوا للإساءة العنصرية بعدما أشعرونا بالفخر”.
وقالت متحدثة باسم الحكومة إن الحكومة ستقدم ردا على توصيات اللجنة سيكون بمثابة خطتها للعمل لمواجهة عدم المساواة، مضيفة “لقد أحرزنا تقدما كبيرا، وفي حقيقة الأمر لقد قمنا بأكثر من التزاماتنا نحو الاتفاقية الدولية لمكافحة التمييز العنصري منذ آخر تقرير تقدمنا به عام 2015 وسنقدم تحديثا في الوقت المناسب”.
وكان جونسون قد أكد الأربعاء الماضي أن القوانين التي تحظر وجود مثيري الشغب في ملاعب كرة القدم في إنجلترا ستشمل أولئك الذين يوجهون إساءات عنصرية إلى اللاعبين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعرضت حكومة جونسون لضغوط متزايدة للتعامل مع قضية الإساءة، حيث تم إطلاق عريضة عبر الإنترنت تطالب بحظر المسيئين عنصريًا من حضور المباريات مدى الحياة، سواء عبر الإنترنت أو خارجه.
ووصف سياسيون معارضون لجونسون تحركاته بأنها غير كافية وأتت متأخرة، بينما هاجموا سجله في ما يتعلق بالعنصرية في حياته السابقة ككاتب عمود في إحدى الصحف حيث وصف ذات مرة الأفارقة بعبارات مسيئة. وقال جونسون الأربعاء إن تصريحاته السابقة “أخرجت من سياقها”.